مقدمة:
خضع الرأي العام منذ ظهور التجمعات الإنسانية إلى عمليات التوجيه والتأثير بمختلف الأساليب ومر خلالها بمراحل متعددة على مستوى السلوك والمفهوم معا، ذلك أن توجيه الأغلبية وتطويعها هدف كل سلطة مهما كانت طبيعتها، فالتطور الحاصل في أهمية الرأي العام لم يكن طفرة واحدة، وإنما خضع لتدرج مرحلي وصولا إلى المكانة النافذة التي يتمتع بها في العصر الحالي، والتي ما لبثت تتزايد بين الفيئة والأخرى نتيجة لتراكم العديد من العوامل في مقدمتها الطفرة التكنولوجية وما أفرزته من تأثيرات على جميع الأصعدة بما فيها الإعلام والاتصال.
هذه الأخيرة كان لها الأثر البالغ في التأثير على حجم وشكل وقدرة الرأي العام خاصة فيما تعلق بنقل الخبر والمعلومة وبكيفية معالجتهما، حيث تشكلان إلى حد بعيد وجهة نظر المواطن المرتبطة بموقفه من قضاياه اليومية على المستويين الداخلي والخارجي، وتلعب العديد من المؤثرات أدوارا حيوية الموجودة في البيئة المحيطة به دورا تشكيل الرأي العام تجعل منه في غالب الأحيان غير ثابت على موقف موحد، على الرغم من كونه من المواقف المؤثرة في مرحلة معينة من حياه المجتمعات.
إن الدارس لموضوع الرأي العام يلاحظ أن هناك عدم اهتمام بالموضوع في الأوساط العربية على مستوى الدراسات البحثية والتي وإن وجدت فهي تعد قليلة مقارنة بالمواضيع الأخرى في شتى الميادين، ولربما أن من الأسباب التي جعلت من هذه الندرة حقيقة ضيق أفق الممارسة الديمقراطية في هذه المنطقة والتي انعكست على عدم جدية وجدوى دراسة الرأي العام أو حتى أهمية في قياسه من الناحية العملية، هذه الأخيرة التي حازت من الزاوية السياسية-الاجتماعية بؤرة اهتمام غير مسبوق على مستوى الدراسات الأكاديمية ومراكز البحث باعتبارها إحدى المؤشرات الأساسية لقياس ظاهرة الديمقراطية وأهم دعائم شرعية النظم السياسية على اختلاف أنماطها.
وأصبح ذو منحى جديد في مثل هذه الدراسات التي بدأت تركز على آليات وتقنيات التي تمكن لرجال السياسة من الوصول والبقاء في السلطة، أي الاهتمام بشكل كبير بالسلوك السياسي والتنبؤ به إلى جانب القوى السياسية في المجتمع، ومحاولة الاهتمام بما يمكن للحكومة وما يمنحها من قوة أكبر أكثر من الاهتمام حول كيف تحكم، إلا أن الاهتمام بموضوع دراسات الرأي العام قد تعدت الجانب الاجتماعي-السياسي منه إلى مجالات أخرى كالجاني الاقتصادي، وأصبح من اهتمامات الفواعل الاقتصادية -الشركات الاقتصادية- التي بدأت تعتمد وبشكل قوي على معرفة اتجاهات المستهلك نحو منتجاتها الذي يعتبر أحد محددات بقاء المؤسسة واستمرارها، وباتت دراسة الرأي العام علما يخضع لضوابط علمية أصبحت جزءا من مناهج البحث العلمي.
المحور الأول: الأسس النظرية لدراسة الرأي العام
المحاضرة الأولى: مفهوم الرأي العام:
تفترض فكرة الرأي العام في الأساس الإقرار بهامش واسع من الحرية في إبداء الرأي والإقرار به، أي أن يتوفر شرط الحق المطلق في تكوين الرأي بما يتاح من وسائل دون أن يفرض عليه أي طرف رأيا معينا، والحق في الإعلان به هو تعبير مشترك لأغلب عناصر المجتمع حول مسائل تتعلق بالسياسات العامة محل الخلاف حول جزئياتها وكلياتها، وبذلك فإن الرأي العام هو الاتجاه الغالب بين أفراد المجتمع حول مسائل أو موضوع يخصهم له تأثير مباشر على مصالحهم المادية وعلى قيمهم الإنسانية في مرحلة معينة من تاريخ المجتمع.
ولا يعبر في اغلب الحالات عن رأي كافة أفراد المجتمع وإنما عن رأي الأغلبية منه، ويمكن القصد منه التعبير عن اتجاهات وسط مجتمع محلي (المدرسة، القرية...) ويشمل غالبية أفراد الأمة في رقعة جغرافية معينة كما يمكن كذلك أن يشمل شعوبا من أمم أخرى (الرأي العام العالمي) المطالب بالتسريع في إيجاد لقاح كورنا المستجد.
الرأي العام جزء من منظومة مترابطة فيما بينها وتشمل (الآراء - الاتجاهات-القيم- المعتقدات- المعلومات- السلوك) ترتكز على حجم المعلومات وتقف عند السلوك، ومن الملاحظ أن المهتمين بهذا الحقل المعرفي لم يتوصلوا إلى نظرية في معناها المتكامل والمفسرة لظاهرة الرأي العام على الرغم من الجهود العديدة التي بذلت، ويدل على ذلك أن اغلب الدارسين في هذا المجال يوظفون مصطلحات عديدة ولم يستخدموا مصطلحا واحدا يعبر عن المفهوم خاصة من حيث التعاريف المقدمة التي زادت من غموض الظاهرة، إلا أن هناك من الأمور المتفق عليها خاصة فيما تعلق بالتصنيف، حيث يصنف إلى صنفين هما:
- رأي عام عاطفي وهو الذي لا يستند على أسس عقلية ولا على خلفية فكرية ويستمد تحليلاته ومواقفه من جذور عفوية محضة.
- رأي عام عقلاني الذي يستند في تحليلاته على الواقع يعتمد على أسس فكرية في اتخاذ موقفه من الأحداث، تنبع تحليلاته من واقعه المعاش وليس من الخيال.
وقبل الخوض في مجموع التعاريف التي فصلت فيه وجب علينا التفريق بينه وبين مجموعة المفاهيم المرتبطة به في مختلف الأدبيات العامة، والتي يمكن اعتبارها في الكثير من الحالات من مقومات الرأي العام وهي في الحقيقة تختلف عن مقومات المظاهر الأخرى التي تعبر عن العالم المعنوي للمواطن، فالسلوك والاتجاه أو الحكم على الرغم من وجود إطار واضح لا يمكن أن يخضع لنفس الإطار الفكري الذي تخضع له ظاهرة الرأي العام.
الرأي الشخصي: personal opinion وهو ما يكونه الفرد لنفسه حول موضوع معين والمجاهرة به بعد التفكير دون أن خشية من الغير.
الرأي الخاص:private opinion وهو جزء من الرأي الشخصي لا يجهر به الفرد أمام الملء، ويحتفظ به لنفسه خشية من المخاطر التي يمكن أن تلحق به كفقدان صديق أو منصب معي، ويمكن أن يصرح به لبعض المقربين منه والدين يأتمنهم على سره.
- الرأي العام والحكم و الاتجاه والسلوك:
الرأي: opinionوهو ما يستدل به الفرد استجابة لسؤال مطروح حول موقف معين، بمعنى أنه يمثل وجهة نظر متغيرة تبعا لمواقف متعددة يلتقي مع الاتجاه في كونه تعبير عن هذا الأخير بالكلمات.
الحكم:judgment وهو الرأي النابع من دراسات معمقة للمبررات و الأسباب (سلبا وإيجابا)، ويفترض في الرأي العلانية أما في الحكم لايشترط الإعلان عنه فقد يصل الفرد إلى حكم حول فكرة معينة ويعلن رأيا مخالفا لذلك، وهو صورة تقريرية تقوم على الحجج والبراهين تعطي تأكيدا عن موضوعات معينة بالصدق أو التكذيب.
الاتجاه: attitude هو المصدر الحقيقي للرأي وهو استعداد ذاتي للفعل ولردة الفعل بطريقة مميزة، يمد الفرد برصيد داخلي جاهز يستعين به على تقدير الأشياء، وهو حالة نفسية أو عصبية باطنية يتم التعبير عنها قولا أو سلوكا والإيماء أو رمز، وهو تعبير عن نزعة الإنسان للاستجابة إلى حادث معين أو فكرة معينة بطريقة محددة سلفا، وتتصف هذه الاستجابة بثبوتها النسبي إلى حد ما وتشتمل على توقع تجربة ما والاستعداد لاستجابة دائما سواءا كانت ايجابية أو سلبية. وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين لم يتفقوا على تعريف واحد للاتجاه بل أن بعضهم لا يرى فروقا بينه وبين الرأي العام كاصطلاح علمي متميز لذلك يستعمل الاصطلاحين أحيانا استعمالا في معنا واحد.
السلوك:
هناك علاقة ارتباطية بين الرأي كظاهرة فردية والسلوك فالرأي ما هو إلا سلوك كلامي وبمجرد الإعلان عنه يصبح واقعة وبالتالي هو سلوك في جوهره، فالفرد كإحدى مكونات الجماعة التي تعكس الصفة الغالبة لسلوك الفرد في السلوك الاجتماعي وهو ما يظهر في علاقة السلوك السياسي الفردي باتجاهات الرأي العام كتعبير عن السلوك السياسي في مستواه الجماعي.
تعريف الرأي العام:public opinion
أ/ المعنى اللغوي:
هو التأمل والنظر العقلي ويتضمن معنى الترجيح والاعتقاد، فالرؤية بالعين لها مفعول واحد هو الإبصار، أما الرؤية بمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين: التفكير والمعالجة العقلية. وفي الغالب مصطلح الرأي العام يشير للدلالة على توحيد آراء الأفراد حول قضية معينة تهم المجتمع وتؤثر فيه بشكل مباشر، وفي هذه الحالة فأنه يحمل في ثناياه مجموعة من "أفكار، وجدان، آمال، معتقدات ........" وهو بذلك مجموعة من التيارات العاطفية التي يتكون منها المجتمع والتي يؤيد كل منها رأيا معينا أو اقتراحا معينا، وكلمة Public تعني الجمهور أو عامة الناس opinion تعني فكرة، رأي، معتقد فكري.
والرأي العام متغير وغير ثابت بين مرحلة وأخرى، وبين مختلف الآمال والمعتقدات والأفكار تصبح المشاكل الأكثر أهمية تطفو إلى السطح في مجموعة متناسقة من الآراء تشكل فئات الجمهور المختلفة، وإذا تمكن رأي منها من أن يقوض الأغلبية أصبحت له قوة التعبير باسم الغالبية من الجمهور، مقارنة بما تحوزه باقي التيارات ، وفي هذه اللحظة يمتلك هذا الأخير قوة الاقتراح ومبدأ التأييد والمعارضة لفكرة معينة ويصبح بذلك موجها للسلطة السياسية ليصبح قوة ملزمة على اعتبار أنها تمثل الرأي العام.
ب/ التعريف الاصطلاحي:
يشكل الرأي العام محصلة عملية تفاعل اكتملت حلقاتها ومراحلها بين أعضاء الجماعة، وارتضته كأحد البدائل المتاحة لكونه أكثر ملائمة وأهمية من وجهة نظر الجماعة ككل.إن الوصول إلى اتفاق واحد موحد حول تعريف مصطلح الرأي العام أمر كان صعبا للغاية بين مختلف الباحثين والمهتمين بهذا الحقل المعرفي، حيث أن كل مختص يحدده من زاوية اختصاصه، وهما نتج عنه عدد كبير من التعاريف ومن الأسباب التي جعلت هذه التعاريف تتعدد:
- تعدد أبعاد ومستويات التحليل للظاهرة وتعقيدها، بالاضافة إلى تعدد الحقول الفكرية التي ينتمي إليها المهتمون بمجال الرأي العام.
- اختلاف وتناقض النظم التي يتم خلالها دراسة الرأي العام.
يضع ليونارد دوب Leonard Dob في مؤلفه الرأي العام والدعاية تعريفا محددا للرأي العام: " اتجاهات ومواقف الناس إزاء موضوع يشغل بالهم بشرط أن تكون هذه الجماهير في مستوى اجتماعي واحد". ويريد دوب من خلال هذا الطرح التركيز على الصورة الحقيقية للرأي العام كما هي في الواقع أي التركيز على الفئة الأكثر تأثيرا من غيرها في المجتمع وحالة انتمائهم إلى مجموعة اجتماعية واحدة.
ويقدم تعريفا في موضع أخر للمفهوم:" هو ميول الناس نحو قضية ما،لو كان هؤلاء الناس من فئة اجتماعية واحدة". هذا التعريف لاقى إجماعا واسعا من قبل المهتمين بهذا الحقل المعرفي لأنه تضمن ثلاث عناصر أساسية للمفهوم وهي:الاتجاه، الموضوع، الجماعة، وهي المقومات الأساسية للرأي العام.
أما وليام ألبيج William Albig فيرى في كتابه الرأي العام الحديث بأنه " التعبير الحديث عن موضوع معين هو موضوع مناقشة من جماعة ما، يوصف كناتج للتفاعل بين جماعات من الأفراد يتناولون بالمناقشة قضية أو موضوعا ما جدليا وتتعارض فيها الآراء أو تتساوى". ويمكن وضع مجموعة من الاعتبارات المحددة من خلال هذا الطرح:
أنه لم يطرح تعربفا واحدا دقيقا ملما للرأي العام، وإنما طرح قضية التفاعل بين الأفراد تجاه قضية تجمعهم أدت إلى هذا التفاعل، ثم طرح تعبير الجماهير وتحدث كذلك عن مجموعة الاتجاهات.
أن الرأي العام نتاج عملية تفاعلية بين أفراد في أي شكل من أشكال الجماعة تجاه موضوع محدد للمناقشة وإبداء الرأي فيه.
شكل من أشكال تعبير أعضاء الجماعة عن المواضيع محل الاختلاف.
هو مجموعة من الاتجاهات التي تسيطر على الجماعة تجاه مشكلة محددة معبرة عن رأي الجماعة.
تعريف جولت Gualtr " فهم معين للمصالح العامة الأساسية يتكون لدى كافة أعضاء الجماعة".
وتخلص هذه التعاريف إلى أن الرأي العام ما هو إلا اتفاق مجموعة من الناس( الرأي الغالب) أو الاعتقاد السائد في المجتمع تجاه ظاهرة معينة أو قضية معينة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ذات طابع محلي أو قومي أو إقليمي أو دولي محل جدل جماهيري واسع، هذا الإجماع له قوة تأثيرية على القضية محل النقاش.
ويضعه جنزبيرغ Ginsberg في طابع أو صبغة اجتماعية فحسبه أن الرأي العام رغبة مبهمة تطبع المجتمع وتهدف للمحافظة على كيأنه، فهو على حد قوله أنه يمثل ظاهرة اجتماعية وينتج تلقائيا من تفاعل مجموعة الآراء المختلفة التي تسود بين مكونات المجتمع، تتبلور في النهاية في عدة مواضيع مختلفة.
ويعني بذلك أن الرأي العام يشكل ثمرة التفاعل بين مختلف الآراء داخل الجماعة، ولا يمثل ردة فعل بسيطة قائمة على الأعراف والتقاليد وإنما نابعة من الوعي بالمشكلات وما يدور في المجتمع وبين أفراده من مناقشات وتبادل لوجهات النظر حولها.
أما ألبورت فلويد ALPORT FLOYD يعرفه على أنه "تعبير جمع كبير من الأفراد عن آرائهم في موقف معين بهم غالبية لها تأثير في الموقف".وهذا التحديد للمفهوم يتعلق أساسا بالميولات أي تعبير الأفراد عن القضايا المهمة في المجتمع سواءا كان هذا التعبير في شكل رأي صريح أو سلوك واضح.
وعرفه جيمس برايس في كتابه الديمقراطيات الحديثة بأنه مصطلح استخدم للتعبير عن مجموع الآراء إزاء المسائل التي تؤثر في مصالحهم العامة والخاصة على حد السواء.
وقد حدد سمير حسين مجموعة من القواعد المرتبطة بالرأي العام والمؤثرة فيه:
الرأي العام هو مجموع أراء الناس ووجهة نظرهم في الحياة.
الرأي العام في وجهات نظر وتيارات مختلفة وأفكار متعددة ولكل تيار حجته.
الرأي العام له أثره في الحياة السياسية وهذا يؤدي إلى تطور الحياة الاجتماعية.
يتمتع الرأي العام بحساسية عالية تجاه الأحداث العامة.
الرأي العام يتأثر بالعوامل الاقتصادية والثقافية والتربوية وحياة الجماعة وموقف الفرد منها.
الرأي العام ديناميكي أي دائم الحركة والتبدل والتطور.
الرأي العام نتاج اجتماعي لعملية اتصالية وتأثير متبادل بين الأفراد.
وتعبر الجماعة عن الرأي العام ذلك أن المشاكل التي تواجهها تتطلب البث فيها والخروج برأي أو إجماع حولها لأنها مرتبطة بحاجات ورغبات الأفراد، ويقع على عاتق القادة تحديد المشكلة بدقة مع تقديم اقتراحات بديلة كما يضفي المختصون على هذه البدائل مجموعة من المعلومات حتى تتسع دائرة النقاش وتمتزج الأفكار بالعواطف وتختلط التحيزات بالحقائق وتتصارع المصالح والمبادئ لتصدر في الأخير الأحكام المختلفة، ومنه يكون الرأي النهائي للجماعة الذي يعتبر حصيلة الاحتكاك بين هذه القوى جميعا بما فيها الأفكار المتناقضة.
ويحدد معجم المصطلحات الإعلامية الرأي العام على أنه "وجهة نظر أغلبية الجماعة الذي لا يفوته رأي أخر وذلك في وقت معين إزاء مسالة تعني الجماعة، وتدور حوله المناقشة صراحة أو ضمنا في إطار هذه الجماعة". وهو ما يجعل من المصطلح تعبيرا للدلالة على توحيد واتفاق آراء الناس وليس مجرد التقائها حول قضية معينة تشغل الرأي العام، مما يجعل هذا الأخير إحدى صور السلوك الاجتماعي التي انبثقت عن جدل واسع بين أفراد المجتمع المهتمين بهذه المسالة سعيا منهم لتحقيق غاية مشتركة متأثرين بعوامل مختلفة.
ويطرح دوفيفات تعريفا أكثر دقة " أن الرأي العام كوحدة أو كدرب واحد لخط سير الجماعة بأكملها لا وجود له، غير أن هناك رأيا ظاهرا بين أراء الجميع، رأيا غالبا على ما حوله من أراء، أم أن يقال أن هناك رأيا عاما واحدا يعبر عن عقيدة وإرادة الجماعة كلها ويقره كل فرد فيها فهذا ما لا وجود له".
كما جاء تحديد المصطلح في الموسوعة السياسية بناه اتجاه أغلبية الناس في مجتمع ما، اتجاها موحدا إزاء القضايا التي تؤثر في المجتمع أو تهمه أو تعرض عليه، ومن شان الرأي العام إذا ما عبر عن نفسه أن يناصر أو يخذل قضية معينة أو اقتراحا معينا وكثيرا ما يكون قوة موجهة نحو للسلطات الحاكمة".
ويعني ذلك أن المسائل والقضايا التي تمس وتؤثر على المجتمع من شأنها أن تولد قوة جماهيرية مؤيدة أو معارضة للسلطة بالإضافة إلى أنها ليست ثابتة وإنما متغيرة من حيث درجة التأثير.
وبالنظر لهذه التعاريف المقدمة نجد أن الرأي العام يتكون من محددات أساسية:
- مسائل عامة مختلف عليها.
- تكتل بشري وجماعات انتخابية وغيرها.
- تعبير حر ونقاش وعصف فكري.
- متنوعة في نطاقها الجغرافي وفي مجالها التخصصي .
- القدرة على التأثير في السياسة العامة وتحقيق مصالح عامة .
- يعبر عن رأي الأغلبية .
- رضا الأقلية وعدم إهمال حقوقهم .
محاضرات الاستاذ : د.الطيب بلوصيف - جامعة سطيف 2
تعليقات
إرسال تعليق